عبد الرحيم المنار اسليمي يكشف خلفيات وأهداف زيارة صهر ترامب للمملكة المغربية

القائمة البريدية

إشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد الموقع .

يعتبر عبد الرحيم المنار اسليمي، رئيس المركز الاطلسي للدراسات الإستراتيجية والتحليل الامني، زيارة المستشار الخاص للرئيس الأمريكي جاريد كوشنير إلى المغرب تعبير عن تجاوز الولايات المتحدة للمحور المؤيد والمروج لصفقة القرن (السعودية، الإمارات، مصر) إلى محور الرافضين لصفقة القرن (المغرب، قطر، الاردن، تركيا) للبحث عن حل يقبله الفلسطينيون.

وقال اسليمي في تصريحه لوسائل الإعلام “لا يمكن القول إن كوشنر جاء للضغط على المغرب، فالسياسة الخارجية المغربية لا تقبل الضغط”، مضيفا أن “الكثيرون نسوا مضمون الرسالة الملكية إلى ترامب حول القدس وجواب الرئيس الأمريكي حول الرسالة الملكية الذي فيه إقرار بالدور المغربي الكبير في ملف القدس باعتبار الملك محمد السادس رئيسا للجنة القدس، فكوشنر حل بالمغرب لسماع رأي وأفكار معسكر الرافضين لصفقة القدس ومنهم المغرب”.

وأردف ذات المتحدث “دعني أشير أولا إلى ظاهرة خطيرة مرتبطة بعقلية المؤامرة في تفسير بعض الجهات للزيارات التي يقوم بها بعض المسؤولين الدوليين الى المغرب ومنها زيارة المستشار الخاص للرئيس الأمريكي كوشنير إلى المغرب، فالذين يفسرون كل شيء بعقلية المؤامرة لا ينتبهون إلى أن المغرب دولة لها وزن إقليمي ودولي في المنطقة العربية يجعل كبار المستشارين والمسؤولين يبادرون إلى زيارة المغرب لطرح أفكارهم ومناقشتها وسماع رأي المغرب حولها، مادامت القضايا العربية والاسلامية تابت من الثوابت التاريخية للسياسة الخارجية المغربية”، مبرزا أن ” الكثيرون نسوا تاريخ المغرب في احتضانه لقمم عربية حاسمة في منعرجات القضية الفلسطينية ولقاءاته في الرباط مع مسؤولين مؤثرين في السياسة العالمية”.

وأكد اسليمي أن “السياسة الخارجية المغربية لها خبرة كبيرة في إدارة القضايا العربية والإسلامية، ولها تجربة كافية في أدوار الوساطة وانتزاع مكتسبات للقضايا العربية والإسلامية”، ملفتا إلى أن “الإشكال يضل في تحول يجري داخل بعض التنظيمات الإسلامية المغربية التي تحاول استعمال قضايا عربية وإسلامية في احتجاج لأهداف مرتبطة بصراع سياسي داخلي لا علاقة له بالقضايا العربية الإسلامية عكس ما كان موجود في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي لما كانت تنظيمات سياسية مغربية تحتج بمواقف حول قضايا عربية وإسلامية لإرسال إشارات إلى القوى الموجودة في النظام الدولي”.

ويرى متحدث أن “زيارة كوشنر إلى المغرب تأخرت، حيث كانت مقررة في مارس الماضي، وهذا التأخير له دلالته لكون المسؤولين الأمريكيين فهموا جيدا أن دور المغرب في مجريات القضية الفلسطينية يفوق بدرجة كبيرة أدوار دول عربية أخرى”، مشيرا إلى أن “المستشار الأمريكي أدرك أنه لن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية دون استشارة وسماع رأي المغرب في كل ما هو قادم في الشرق الأوسط”.

“الأمريكيون وصلوا أخيرا إلى المغرب والأردن باعتبارهما دولتان عربيتان تعارضان صفقة القرن”، يقول اسليمي وبضيف “ولا أعتقد أن كوشنر جاء إلى المغرب لتقديم عرض حول صفقة القرن وإنما لسماع رأي المغرب حول أسباب رفضه لصفقة القرن، فالمغرب لازال يتمسك بدولة فلسطينية ذات سيادة وهو نفس الرأي الموجود لدى دولة الاردن وقطر وتركيا مقابل رأي دول السعودية والإمارات ومصر التي تقبل بصفقة القرن كما جاء بها الامريكيون”.

وأبرز منار اسليمي أن “مستشار الرئيس الأمريكي تجاوز دول السعودية والامارات ومصر واختار فتح مفاوضات مع محور المغرب وقطر والأردن وتركيا حول قضايا الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي، لهذا يجب فهم الزيارة بكونها بحث عن دور مغربي للعب دور الوساطة وتقريب وجهات النظر وتقديم أفكار حول الصراع العربي الإسرائيلي وقضية السلام في الشرق الأوسط، فالزيارة هي تعبير عن إدراك الامريكيين للدور المغربي في القضية الفلسطينية”.

وينبه أسليمي إلى أن “رفض المغرب لصفقة القرن وتمسكه بدولة فلسطينية ذات سيادة وحدود ترابية هو سبب من أسباب التوتر مع السعودية والامارات”، معتبرا أن “الدولتان اللتان كانتا تعتقدان أن المغرب سيصطف وراءهما في قبول أي حل تقترحه الولايات المتحدة الأمريكية، وهي المسألة التي لم تتم وقادت إلى توتر مغربي مع السعودية والامارات، إلى جانب سبب آخر مرتبط بحياد المغرب في قضية الحصار ضد قطر”.

وبخصوص علاقة زيارة كوشنر بقضية الصحراء المغربية قال أسليمي “لا يمكن القول بأن المستشار الأمريكي كوشنير يستعمل ملف الصحراء للضغط على المغرب في ملف صفقة القرن”، مشددا على أنه “رغم أن العلاقات الدولية تدار بأوراق ضغط وأوراق ضغط مضادة، فإنه لا يمكن للأمريكيين استعمال ورقة الصحراء ضد المغرب لتليين موقفه في قضايا الشرق الأوسط والصراع العربي الإسرائيلي وضمنه مشروع صفقة القرن، لكون الأمريكيين لديهم نظرة مختلفة لمصالحهم بين الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فهم يعرفون جيدا أن أي خطأ في ملف الصحراء ستكون تكلفته مرتفعة الثمن؛ لكونهم سيفتحون المحيط الأطلسي أمام روسيا وهو الأمر الذي يرفضه الأمريكيون”، موضحا أن ” التأثير في ملف الصحراء لا يملكه كوشنر أو بولتون بل هو ملف يؤثر فيه البنتاغون، فمهما كان شكل الرئيس الأمريكي ومستشاريه فإن الجهة الفاعلة في الصحراء والتي لا تتغير هي البنتاغون الأمريكي”.

وكان الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، قد أقام يوم الثلاثاء 28 ماي، بالإقامة الملكية بسلا، مأدبة إفطار على شرف جاريد كوشنير المستشار الرئيسي لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية، الذي يقوم بزيارة للمغرب.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *