باحث مغربي يدين “تشهيرًا علميًا” من مركز قطري … قضية “غزة والعلوم الاجتماعية” تتطور إلى صراع أكاديمي
في بيان حاد، أعلن الدكتور إدريس لكريني، عن رفضه القاطع لما أسماه “تصريف مواقف عدائية باسم البحث العلمي وتوظيف ‘مركز علمي’ في التشهير بالباحثين المغاربة”.
ويأتي هذا الرفض حسب بيان تحصلت “الملاحظ جورنال” بنسخة منه، على خلفية نشر مقال لباحث جزائري، “مصطفى بخوش”، ضمن مؤلف جماعي صادر عن مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية التابع لجامعة قطر، بعنوان “غزّة والعلوم الاجتماعية” (طبعة 2024).
إتهامات “بالتحامل والإفتراءات الكاذبة”
يؤكد الدكتور لكريني أن المقال، الذي جاء تحت عنوان “تأثير معركة طوفان الأقصى على الاهتمامات البحثية العربية في حقل العلوم السياسية والعلاقات الدولية”، تضمن “تشهيرًا وافتراءات كاذبة” بحقه. و خصص لها الباحث الجزائري أكثر من صفحتين (143، 144، 145) لـ”تقييم” كتابات الدكتور”لكريني”، زاعمًا أن معظمها يميل إلى المواضيع النظرية ويبتعد عن قضايا الواقع الدولي.
ويورد “بخوش” في مقاله: “معظم كتابات الأستاذ إدريس في جريدة الخليج حول الأزمات الدولية والقانون الدولي والنظام الدولي في شقها النظري، ويبتعد عن تناول قضايا الواقع الدولي إلا فيما ندر وبشكل موجز، عندما يقدمه كأمثلة في موضوعاته النظرية”. كما ادعى الباحث الجزائري أن لكريني كتب “مقالا واحدا فقط بشأن القضية الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى، ولم يكتب قبلها أي مقال عنها، وهو ما يعكس أن القضية الفلسطينية لا تدخل ضمن اهتماماته البحثية”.
دحض الاتهامات بأدلة وبراهين
يرفض لكريني هذه الادعاءات جملة وتفصيلاً، معتبرًا أنها “تحامل وحكم قيمة”. ويقدم أدلة قاطعة تفند هذه المزاعم، مشيرًا إلى أن مقالاته المنشورة في صحيفة الخليج الإماراتية منذ عام 2013 تتجاوز 380 مقالاً، إضافة إلى أكثر من 60 مقالاً في مجلة درع الوطن، ومقالات أخرى على موقعي هسبريس والجزيرة للدراسات. كما يدعو إلى مراجعة محتويات موقعه الإلكتروني الشخصي (www.drisslagrini.com) الذي يحتوي على كتب ومقالات ودراسات ومقاطع فيديو تثبت زيف تلك الادعاءات.
وعلى صعيد اهتمامه بالقضية الفلسطينية، يسرد الدكتور “لكريني” قائمة بمقالات ودراسات كتبها خلال الفترة التي حددها الباحث الجزائري (7 أشهر قبل طوفان الأقصى و7 أشهر بعدها)، منها على سبيل المثال:
– “جرائم الاحتلال في غزّة ومطلب الدولة الفلسطينية” (هسبريس، 04 ديسمبر 2023).
– “القضية الفلسطينية وتحوّلات النظام الدولي” (صحيفة الخليج، 28 يناير 2024).
– “الولايات المتحدة ومستقبل الدولة الفلسطينية” (مجلة درع الوطن، مارس 2024).
– “العدالة الجنائية والتحدّي الإسرائيلي” (صحيفة الخليج، 21 مايو 2024).
ـ “الحراك الطلابي العالمي ومأزق الاحتلال” (مجلة درع الوطن، يونيو 2024).
ـ “متاهات الصراع في الشرق الأوسط” (صحيفة الخليج، 03 أكتوبر 2024).
ـ “القضية الفلسطينية ومأزق المنظومة الدولية لتدبير الأزمات” (هسبريس، 08 أكتوبر 2024).
ويضيف “لكريني” أنه كتب عددًا كبيرًا من المقالات والدراسات حول هذه القضية، وتناولها في عدد من كتبه، وشارك في ندوات فكرية ولقاءات إعلامية، وقدم محاضرات لطلبة فلسطينيين، وأشرف على رسائل ماستر وأطاريح لها علاقة بالقضية.
مسؤولية “مركز ابن خلدون” وتوقعات باعتذار
يرى الدكتور “لكريني” أن وضع اسمه في آخر المقال ووصفه “بالصورة المسيئة دون تحرّ دقيق كاستثناء” بعد التطرق لعدد من الباحثين والتأكيد على مواقفهم “المشرفة”، يعكس “نية الباحث في استهدافي كباحث مغربي وإظهاري للقراء بصورة سلبية وغير لائقة”.
ويُحمّل لكريني المسؤولية عن هذا التشهير والإساءة لـ”مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية التابع لجامعة قطر”، الذي سمح بنشر مقال لا تتوافر فيه “الحدود الدنيا لشروط وأخلاقيات البحث العلمي وما يتصل بها من موضوعية وأمانة علمية”.
ويشير إلى أن المقال، الذي يبدو أنه لم يعرض على أية لجنة تحكيم، هو في الأصل ورقة قُدمت ضمن أشغال المؤتمر السنوي للتجسير 2024 الذي نظمه المركز بتاريخ 05 أكتوبر 2024.
وأضاف الكريني في بيانه انه، ورغم مراسلته وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي بقطر، ورئيس جامعة قطر ورئيس المركز السابق والحالي، إلا أن جامعة قطر أو مركز ابن خلدون لم يصدرا أي اعتذار أو توضيح حول الموضوع، سوى سحب الكتاب من الموقع الإلكتروني للجامعة بعد مراسلته، وإخباره بأنه “تمت مراسلة الباحث الجزائري للاستيضاح حول الأمر والقيام ببعض التعديلات التي تضمن سلامة البحث من أي ثغرة منهجية”.
ويُعرب الدكتور “لكريني” عن استغرابه من موقف المركز الذي لم يصدر حتى الآن أي اعتذار على نفس الموقع الذي نشر فيه المؤلف الجماعي، مؤكداً رفضه لتصريف مواقف عدائية باسم البحث العلمي وتوظيف “مركز علمي” في التشهير بالباحثين المغاربة.