ارتقت مجادلة أذية {جائحة كورونا}وتصعدت بالتدرج الوضعية المترتبة عن أثرها الإجتماعي والصحي، بعمالة مراكش، نحو وطأة وثقل صدام الإختلاف حول مسالك {التعقيم}لحوار الشراكة بين جمعيات المجتمع المدني والسلطتين العمومية والمنتخبة، في مناضلة ومجاهدة الإكراهات التي تجابه المسألة التنموية بالجهة وخصوصا على مستوى المدينة مراكش، ولا سيما من المسألة التنموية تلك المتعلقة {بالظرفية المرتبطة بالمتلازمة التنفسية الشديدة كوفيد 2}، التي أربكت البرامج الموجهة إلى دعم الديمومة السوسيو اقتصادية بالمدينة، حيث في إطار ذلك تم توقيف العمل والإشتغال على إنجاز مجموعة من المشاريع كما قالت بذلك {سياسة الظرفية} على الأقل خلال المرحلة الأولى من انتشار كوفيد 19، وأجلت التزام إبرام التعهدات في سياق البرمجة التي تضمنتها {السياسة العامة}التي جدرت لتحول في رؤية قطاع الصحة، ووقف جهود المنظومة الصحية وباقي المتدخلين من سلطة وإدارة عمومية، على {تخبير} و {تطويع} الوضع الوبائي الذي انشد خلال المرحلة الثانية إلى استصعاب في السيطرة على الوضعية الوبائية، وذلك، على عكس التوقعات التي اعتمدت في تقييم الوضعية على المؤشرات المسجلة خلال الفترة الأولى، ووصفت {حميدة}، باعتبار العناصر الموضوعية التي تدخلت في {استشراء} و{تعاظم} الإصابات في المرحلة الثانية من انتشار الوباء، وبما يبعد {كلية} عن السلطة العمومية التورط في مآل ارتفاع وازدياد عدد الإصابات، بالنظر إلى ما قادته من حملات للتوعية والتتبع والمراقبة الكثيفين لإنزال الإجراءات الحمائية من الإصابة، وأيضا، باعتبار مجموعة التدابير الإحترازية التي أقرتها على مستوى ولاية جهة مراكش- آسفي، وعمالة مراكش، وترافقت مع تخفيف الحجر الصحي، وكان آخر تلك القرارات إنزال مستشفى ميداني بمستشفى إبن طفيل/ الخيمة الطبية التي حضرت لاحتواء أذية جائحة كورونا خلال المرحلة الثانية من الإنتشار.
برؤية هذه المعطيات مجتمعة، يمكن تسجيل أن (نداء مراكش) الذي خرجت به جمعيات عن المجتمع المدني بمراكش موجها إلى العناية المولوية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويتخذ مرجعية له مناظرة مراكش التي جرت في شتنبر 2019، واتكأت في مداخيلها على المناظرة الوطنية الثانية للمجتمع المدني التي جرت بمراكش في مارس 2018، وإن كان يساير مطلبا يظل راهنا، وتطلعا غير مقيد بزمان، متعلق بتحسين الوضعين الإداري والعيشي بالمدينة، إذ هو {زمن مفتوح}، يبقى نداءا غير {متزن} أو غير مترابط العناصر التي ساقها للدلالة على ما وصفه {فساد} السلطة في تدبير الجائحة، حيث لا يتم في إطار النداء التفريق بين المؤازة للفئات الإجتماعية الهشة من فئة الحرفيين الذين أظهر زمن الجائحة على ملامحهم {الشظف}، وتوقف نشاطها بتأثير الجائحة، وتجد صعوبة في تكييف أو ملائمة مذخرها أو وضعها المالي مع احتياجات اليومي، وهي الزاوية القوية والمرجحة إعلاميا في تقديم (نداء مراكش)، وبؤرة التفكير في بناء (النداء) الذي لم يوفق في موائمة هذه {الزاوية}باستدعاء الخلفية (الفساد) التي حاول إبرازها باعتبارها منطلق {التفكير} في تأسيس مادة (النداء)، ثم أن هذا الإستدعاء أفشل سعي (النداء) في المطابقة والإتفاق بين صورة وهيئة الخلفية (الفساد) مع {مقتضى الحال}الذي يبقى (الحاجة/ نقص المتاع) لمواكبة الجائحة، وبما يعني ذلك، من أن زاوية الخطاب/النداء هي {زاوية مزورة}، ولأن {الزاوية مزورة} تظل معرضة لجملة {الجنس}الذي هو معرف في اللغة {سَفَاسِفْ}وأداة هذا الجنس التعبيرية {المغالطة} و{الرداءة} و{الحقارة}، وأداته التركيبية {الإستصغار} للأمور، واستصغار الأمر من أدواته {الإفتراء} و{الإختلاق} و{الكذب}و{التزوير}، وبالنظر إلى هذا القاموس الذي ينتمي معجميا إلى لغة {السفاهة}، فإن (نداء مراكش)، هو نداء {ملفق}و{مزيف}، ويكون بهاذين التوصيفين {التلفيق والتزييف}قد أضاع اقتناص {الوجود} و{المساهمة}و{الإكتتاب}إلى الجهد الوطني والجهوي والإقليمي والمحلي في مجابهة كوفيد 19/كورونا، التي منذ تفشيها أسكتت {انضمام} جمعيات المجتمع المدني بمراكش منذ ظهور أول حالة مصابة بالفايروس، وتوارت بأدواره التي لم ينخرط في أدائها {إلا من رحم ربي} من الجمعيات التي يبتغي منها رافعوا (نداء مراكش) إلى العناية المولوية السامية، أن تقوم جمعياتهم مقام {الشدياق/رتبة كهنوتية عند النصارى}.
إلى ذلك، إذا ما تم استحضار المرتكزات الرئيسة في مرجعية (نداء مراكش)، مرجعية المناظرة الوطنية الثانية لجمعيات المجتمع المدني التي جرت في مارس 2018 بمراكش في ظل شعار “المجتمع المدني ومؤسسات الوساطة رهان النموذج التنموي الجديد للمملكة”، وشكلت المدخل لمناظرة المجتمع المدني بمراكش سنة 2019، يفيد الإستحضار أن أجدى مرتكز تضمنته المناظرة الوطنية الثانية باعتبارها مركز استقطاب، يكمن بحسب محتويات المناظرة وكما شدد عليه الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة الأسبق، المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، الناطق الرسمي باسم الحكومة آنذاك، الدكتور مصطفى الخلفي، (يكمن) في {التكوين}، التكوين على مستوى مضمون النص الدستوري في علاقته بالمجتمع المدني، وعلى مستوى المعرفة بالآليات التي نص عليها دستور الفاتح (1) يونيو للعام 2011 في إبرام علاقات تعاون وشراكة تستغل في قضايا التنمية المحلية والشأن المحلي في ظل الجهوية المتقدمة، أي دعم المستوى المعرفي للجمعيات بآليات الترافع في القضايا المحلية والمنصوص عليها دستوريا، وبحيث يأتي (نداء مراكش) ليثبت بأن الجمعيات التي أعدته قد غردت خارج السرب، وبأن استغلالها لمقتضيات الدستور في شأن العمل الجمعوي يفشي بتعبير سابق لجريدة الملاحظ جورنال، توظيفا لفهم غير صحيح بمقتضيات الدستور في علاقته بالمحاسبة والمساؤلة، واعتماد تفسيرات وتأويلات تتجاوز منطوق النص الدستوري في تقييم الأداء، ومن ثمة محددات كيفيات المساؤلة، على ضوء استنباط أحكام تنتفي عنها صفة الوجوب والإلزام الدستوري، لفقدانها لمسوغات تمهد لتنفيذ المطالب التي لا تستند على الموضوعية، وتفتقر بالتالي إلى اشتراطات التطبيق القانوني لمحتوى الدستور ولمنطوق الفصول المستشهد بها في نازلة لا يمكن تأطيرها إلا في إطار “الضغط” أو السعي نحو {اغتنام} فرصة تقريض المسافة بين جماعة {نداء مراكش} ورجال السلطة المستهدفين؛ والسؤال: كيف يمكن توصيف (المبادرة)، إذا لم يكن الأمر يتعلق {بمظنة} تحاول تكبيل يد المسئولين ومنعها من متابعة ما تقتضيه مسئولية تدبير الشأن الجهوي بالمدينة، ذلك أن هناك ملفات مستعصية قد تجعل المسئول أمام أمر يستوجب اتخاذ قرار في مستوى المسئولية؟
نداء مراكش- محتوى من معجم صناعة الفضائح، توجه مُسْتَلِبْ لتقدير مسئول، ترخيص لتعالي يظل منيعا على فايروس كوفيد 19، تعالي السلطة بكافة أجهزتها، أطباء وممرضين وتقنيي الصحة، رجال الوقاية المدنية، عمال نظافة، فلاحون، من ظلوا في المواكبة وما زالوا في مقدمة طابور الوقاية من كورونا.
{ولسنا الجاحدين لفضل قوم *** لهم بيننا فضل شهير}/ من قصيد للشاعر إبراهيم ناجي.