نجاح مُكلِف”… استراتيجيات المغرب الفلاحية تحقق قفزة في التصدير لكنها تهدد الأمن المائي والغذائي!

كشف تقرير حديث للمركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة أن الاستراتيجيات الفلاحية للمغرب، ممثلة في المخطط الأخضر والجيل الأخضر، حققت نجاحاً لافتاً في التصدير وجلب الاستثمارات، لكن هذا الإنجاز جاء بثمن باهظ على حساب السيادة المائية والأمن الغذائي الوطنيين.

وأبرز التقرير أن التوسع في الزراعات الموجهة للتصدير (مثل الأفوكادو والبطيخ الأحمر) ذات الاستهلاك المائي المرتفع أدى إلى ضغط غير مسبوق واستنزاف مفرط للفرشات الباطنية في مناطق تعاني أصلاً من الإجهاد المائي، مثل سوس وماسة وزاكورة، ما يمثل تحدياً وجودياً يهدد استدامة القطاع.

وينتقد التقرير إهمال الأمن الغذائي عبر التركيز على الزراعات المائية المُصدرة، مما كرس التبعية للخارج في المحاصيل الأساسية كالـ”حبوب”، حيث يتجاوز حجم الواردات الإنتاج المحلي في بعض السنوات.

كما أكد التقرير أن الدعم المالي لمشاريع السقي عرف اختلالات تقنية واستنزافاً لصناديق الدعم دون فعالية حقيقية، مما عمق الفوارق بين الفلاحين الكبار المستفيدين من الدعم والفلاحين الصغار في المناطق البورية.

ولمواجهة هذا التناقض الصارخ المتمثل في تصدير المياه الافتراضية، دعا المركز إلى تبني مقاربة جديدة ترتكز على السيادة المائية قبل السيادة الغذائية، وإصلاح الحكامة المالية بربط الدعم بترشيد استهلاك الماء، وتقييد الزراعات المستنزفة له.