أبرز ما يميز أشغال الدورة 29 لقمة قادة دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، التي افتتحت أشغالها بالعاصمة الإثيوبية (أديس أبابا)،أمس الإثنين 3 يوليو/ يوليوز 2017، بمشاركة صاحب السمو الملكي الأمير المولى رشيد، الذي يمثل صاحب الجلالة قي أشغال القمة، تفعيل الإصلاح الذي تحمل الرئيس الرواندي “بول كاغامي” إعداد مشروعه خلال القمة 27 للإتحاد الإفريقي في يوليوز 2016، وتم تقديم خطوطه العريضة والمصادقة عليها في القمة الأخيرة المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبيبا في الثامن والعشرين (28) من يناير 2017، إذ من شأن هذا الإصلاح الذي يعتبر محورا ذا أولوية من أجل هيكلة الإتحاد، بحسب المتتبعين للشأن الأفريقي، أن يمنح بعضا من السيادة المالية والسياسية للإتحاد الأفريقي، سيما، وأن أزيد من 80 بالمائة من ميزانية الإتحاد رهينة بالمانحين الأجانب، وذلك، عبر مبدإ ضريبة ب0,2 بالمائة على بعض الواردات، سبق وصادق عليه قادة الدول الأفارقة خلال القمة 27 المجتمعة بعاصمة رواندا “كيغالي” في يوليو/ يوليوز 2016، وسمي “ضريبة كابيروكا” على إسم الرئيس السابق للبنك الأفريقي للتنمية الذي كان وراء الاقتراح.
إلى هذا، فقد أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في الخطاب الذي توجه به إلى القمة 29 لقادة دول وحكومات الإتحاد الأفريقي، أن المغرب يريد أن يساهم في إقلاع إفريقيا جديدة، إفريقيا قوية وجريئة، تدافع عن مصالحها، وإفريقيا مؤثرة على الساحة الأممية، وإذ من أجل (تحديد معالم إفريقيا الجديدة هذه)، يقول الهطاب الملكي الذي تقدم به صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد إلى أشغال القمة، (يتعين علينا التحرر من كل الأوهام. فأفريقيا الجديدة التي نتطلع بشغف إلى تحقيقها، لابد أن تنطلق من نظرة ملموسة وواقعية، بإمكانها أن تفرز قارة إفريقية مبادرة ومتضامنة).
وأوضح الخطاب الملكي الموجه إلى القمة، بأن القارة عرفت في الآونة الأخيرة تزايدا في الرهانات (كتعدد الفاعلين غير الحكوميين، مما يتسبب في خلق عدم وضوح الرؤية، وتهديدات الإرهاب العابر للحدود، والتطرف العنيف، إضافة إلى الآثار الناجمة عن الاحتباس الحراري)، حيث قال جلالته في هذا السياق(فأمام هذه التهديدات الجديدة المحدقة بقارتنا، لا بد للإتحاد الأفريقي من مباشرة تطوره، حتى يتمكن من إيجاد أجوبة مناسبة ومجدية”. ولهذه الغاية، يبين خطاب جلالة الملك، “نرى أنه من الأساسي أن تحدد الدول الأفريقية أهدافا واقعية وعملية، تقوم على الأولويات الحقيقية للقارة؛ فأفريقيا لم تعد في حاجة إلى الشعارات الإيديولوجية، وإنما تحتاج إلى العمل الملموس والحازم، في ميادين السلم والأمن والتنمية البشرية)، مشددا خطاب جلالته، على أن (المغرب يؤمن بقدرة أفريقيا على تجديد نفسها، والرفع من وتيرة تقدمها).
يذكر إلى ذلك، أن أشغال الدورة 29 لقادة دول وحكومات الإتحاد الأفريقي، والتي تجري في ظل شعار الدورة 28 “تسخير العائد الديموغرافي من خلال الاستثمار في الشباب”، تنكب على مجموعة من القضايا الإستراتيجية المثبتة في جدول الأعمال، والمنبرية خاصة لقضايا السلام والأمن بأفريقيا، وميزانية المنظمة برسم ،2018 وتفعيل أجندة 2063 والإصلاح المؤسساتي للاتحاد الإفريقي.